نقص الحديد وتساقط الشعر ما العلاقة بينهما وكيف يمكن التغلب على الآثار السلبية

يرتبط نقص الحديد وتساقط الشعر بعلاقة وثيقة للغاية، حيث بينت الكثير من الدراسات على مدى الأربعين عاما السابقة أن العلاقة بين الأنيميا أو نقص الحديد وتساقط الشعر قوية للغاية أكثر من اعتقادات معظم الأطباء والذين يصفون الكثير من العلاجات لتساقط الشعر دون الاهتمام بفحص نسبة الهيموجلوبين أو الحديد في الدم والذي يمكن بعلاجه والتغلب عليه أن يعود نمو الشعر من جديد.

وليس كل تساقط للشعر هو ناتج عن نقص الحديد، ولكن هذا التساقط يمكن أن يكون علامة مبكرة للغاية على التعرض إلى الأنيميا والتي تتطلب خطة متكاملة لرفع مستويات الهيموجلوبين وبالتالي توصيل المغذيات الضرورية إلى كل اجزاء اجسم ومنها بصيلات الشعر وتقويتها ومنع تساقطها بل ومساعدتها على النمو.

كيف يؤثر نقص الحديد على تساقط الشعر؟

نقص الحديد وتساقط الشعر بالتبعية يكون نتيجة لأكثر من سبب ومنها:

1. عدم إنتاج كمية كافية من الهيموجلوبين:

تراجع نسبة الهيموجلوبين في الدم أو كرات الدم الحمراء، حيث أن هذا الهيموجلوبين هو المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئة إلى كل أعضاء الجسم، وبدون كمية مناسبة منه فإن الأكسجين يذهب فقط إلى الأعضاء المسؤولة عن حماية حياة الإنسان مثل القلب والكبد والكلى والمعدة وغيرها.

ولا يذهب الاكسجين وقتها إلى الأطراف أو فروة الرأس وخصلات الشعر نتيجة أنها لا تتسبب في موت الإنسان، وهكذا بالتدريج تبدأ خلايا الشعر في فقدان التغذية السليمة والحرمان من الأكسجين وبالتالي لا تتجدد وتتلف وتموت ويتساقط الشعر.

لكن بوجود نسبة حديد كافية لإنتاج الهيموجلوبين بكفاءة فإنه سيكون هناك فائض طبيعي لكل أنحاء الجسم بما فيها خصلات الشعر والتي تحتاج إلى تغذية أكثر من المعتاد نظرا لأن من الطبيعي أن يسقط الشعر بمعدل من 50-100 شعرة في اليوم، بمعنى الحاجة إلى التجديد المستمر للخلايا، وإذا لم يكن التجديد بنفس معدل الفقدان فإن المريض يمكن أن يُصاب بالصلع.

2. تناقص البروتين في الشعر:

إن تناقص الحديد أيضا يؤدي إلى تراجع مستويات بروتين الشعر، وبما أن الشعر يتكون في معظمه من البروتين فإن هذا النقص لا يمكن تعويضه إلا بتغذية وعلاج تساقط ب سواء داخليا أو خارجيا، ويمكن أن يستغرق الإصلاح أشهر طويلة لتجديد البناء من جديد.

3. تساقط الشعر الكربي:

إن الشخص العادي كما ذكرنا يفقد نحو 100 شعرة يوميا، ولكن نقص الحديد يؤدي إلى تراجع كفاءة جهاز المناعة والإصابة بحالة يُطلق عليها التيلوجين، وهي تؤدي إلى توقف نمو الشعيرات الموجودة قبل سقوطها.

بمعنى أن دورة حياة الشعرة نفسها تنتهي مبكرا عن الطبيعي لتسقط نحو 300 شعرة في اليوم بدلا من 100 على الأكثر، ولكن هذه الحالة يمكن أن تكون أيضا نتيجة التعرض إلى صدمة كبيرة أو اجهاد نفسي أو الجراحة والتي بدورها يمكن أن تتسبب في نقص الحديد فتقل بالتالي كثافة الشعر.

هل هناك علامات معينة على أن نقص الحديد هو سبب سقوط الشعر؟

تتعدد العلامات والاعراض الأخرى التي سيلاحظها الشخص أو الطبيب في حالة وجود علاقة بين نقص الحديد وتساقط الشعر ومن أهم هذه العلامات:

الأظافر الهشة نتيجة نقص المغذيات في الوصول إلى الأصابع والأطراف.
الإرهاق المستمر نتيجة توفير الجسم كل طاقته لعمل الأجهزة الحيوية.
سرعة ضربات القلب بسبب محاولات القلب توصيل كمية أكبر من الدماء إلى الأطراف.
شحوب الجلد نتيجة نقص المغذيات.
ضيق في التنفس مع نقص الأكسجين على مستوى الجسم ومحاولة الرئة استنشاق قدر أكبر من الأكسجين.
التهاب اللسان نتيجة تراحع كفاءة جهاز المناعة وزيادة التعرض إلى الفيروسات والبكتيريا
التنفس من خلال الفم في محاولة من الجسم للحصول على قدر أكبر من الأكسجين.

علاج نقص الحديد وتساقط الشعر

تساقط الشعر الشعر يتطلب أكثر من علاج على مستويات متعددة، وإذا ارتبط بنقص الحديد فإن خطة العلاج يجب أن تتضمن الآتي:

1. مكملات الحديد:

وهي يجب كما ذكرنا أن يتم تناولها تحت الإشراف الطبي وبعد قياس نسبة الحديد والهيموجلوبين في الدم، حيث أن زيادة الحديد يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات معوية وبالتالي تناقص قدرة الجهاز الهضمي على معالجة العناصر الغذائية في الطعام فلا يستفيد الجسم منها ولا نكون بذلك وفرنا حلا للمشكلة ولكن زنا منها بغياب العناصر الغذائية الأساسية.

2. تناول الغذاء الصحي والمتوازن:

حيث يجب الحصول على قدر يومي من الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ والبازلاء والبروتينات الخالية من الدهون مثل اللحم البقري والسلمون والفواكه المجففة والحبوب الكاملة وغيرها.

كما يجب الاهتمام بالأطعمة الغنية بفيتامين ج أيضا حيث أنه يساعد خلايا الجسم على امتصاص الحديد بكفاءة وبالتالي الاستفادة من كل كمية الحديد الموجودة في الطعام أو في المكملات ويوجد فيتامين ج بكفاءة في كل من البرتقال والفراولة والبطيخ والقرنبيط والطماطم.

3. تعلم طرق جديدة لتصفيف الشعر:

يمكن لتغيير وضع الشعر وطريقة التصفيف أن تقلل من التساقط إلى حد كبير حتى إعادة بناء خلايا بصيلات الشعر من جديد، حيث يمكن ترك الشعر مصففا إلى أسفل وليس عقصه ورفعه إلى أعلى، كما يجب غسل الشعر برفق شديد وارتداء الأوشحة والقبعات أثناء الخروج إلى أشعة الشمس الضارة أو عند وجود رياح شديدة.

4. تجنب أي مواد كيميائية:

إن نقص الحديد مع المواد الكيميائية يمكن أن يتسبب في تلف دائم للشعر وهو من اهم اسباب تساقط الشعر الاكثر شيوعاً بيننا، لذا يجب الامتناع التام عن الصبغات بمجرد تشخيص نقص الحديد كسبب لسقوط الشعر، كما يجب الامتناع قدر المستطاع عن تعريض الشعر إلى المكواة الساخنة والمجفف.

مع محاولة تجفيفه بطريقة طبيعية مع استخدام طبقة حماية قبل المجفف من هلام حريري أو كريمات يمكن شراؤها من الصيدلية لحماية الشعر من التلف أثناء استخدام المكواة والمجفف.

5. تجنب الكافيين بعد الطعام:

يمنع الكافيين خلايا الجسم من امتصاص الحديد والكثير من المغذيات الأخرى، لذا يجب تناول الشاي والقهوة وغيرها من مشروبات تحتوي على الكافيين بفاصل ساعة على الأقل من وجبة الطعام.

وفي النهاية فرغم العلاقة الوطيدة بين نقص الحديد وتساقط الشعر إلا أن سقوط الشعر بمفرده لا يجب أن يجعل المريض يهرع إلى تناول مكملات الحديد، بل لابد من زيارة الطبيب في البداية ومعرفة سبب سقوط الشعر وإجراء تحليل للدم لمعرفة نسبة الحديد.

حيث أن الحديد الزائد يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة كما لن يؤدي إلى زيادة نمو الشعر دون التغلب على العامل الأساسي للتساقط.

وعموما فإن تساقط الشعر الناجم عن نقص الحديد عادة يكون مؤقتا ويعود الشعر إلى طبيعته من جديد بمجرد تناول مكملات الحديد والمواظبة على الطعام الصحي إلا إذا كان نقص الحديد نتيجة حالة مرضية أخرى مثل قرحة المعدة أو السرطان أو غيرها فهنا سيطول أمد العلاج حتى التوصل إلى علاج الحالة الصحية الأخطر.

ويمكن في هذه الأثناء دعم الشعر بالأقنعة الغنية بالبروتين والحديد واستخدام منتجات الشعر التي توفر المواد الغذائية المختلفة مع تجنب شد الشعر وتصفيفه بعناية، ويمكن اللجوء إلى تقصيره قليلا حتى لا تستهلك الأطراف الطويلة كل التغذية من الجذور.