حقائق يجب معرفتها لأجل منع تساقط الشعر
منع تساقط الشعر ليس من العمليات السهلة على الإطلاق، بل يتطلب الأمر استراتيجية متكاملة للعناية بالشعر والجسد من الداخل وفروة الرأس ودعم الحالة النفسية وغيرها من أشياء يجب أن تسير بالتزامن معا للحفاظ على الشعر من التساقط والوقاية من الصلع.
ويمكن أن يرتبط تساقط الشعر بالكثير من الأسباب منها ما هو وراثي، ومنها ما يتعلق بالتعرض إلى المواد الكيميائية سواء عن طريق استنشاقها أو عن طريق تطبيقها على الشعر.
ومنها ما يتعلق بالإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على الشعر مث متلازمة تكيس المبايض والغدة الدرقية وغيرها، كما أن اضطراب الهرمونات والتعرض إلى القلق والضغوط كلها عوامل تزيد من تساقط الشعر، ولن يفلح وقتها أي علاج أو أقنعة طبيعية دون أن يتم حل المشكلة الأساسية.
وهناك الكثير من الأمور التي تقال عن الوقاية من ومنع تساقط الشعر، منها ما هو حقيقي وسريع الفاعلية، ومنها ما هي مجرد أساطير أو مفاهيم خاطئة ليس لها أي علاقة بتساقط الشعر، وفيما يلي أهم الحقائق التي يجب معرفتها للحفاظ على قوة ونعومة الشعر وزيادة قوة البصيلات.
هناك أنواع مختلفة من تساقط الشعر يجب معرفتها لعلاج الحالة بفاعلية
تساقط الشعر لا يكون بالنمط نفسه في كل الحالات أو معظمها، بل هناك أنواع رئيسية من تساقط الشعر، ولمنع التساقط يجب معرفة النوع السليم لتلك الحالة حتى يتم تطبيق العلاج الملائم:
1. تساقط الشعر الوراثي:
منع تساقط الشعر الوراثي يكون صعبا للغاية، حيث يكون لدى بعض الأشخاص قابلية لفقدان الشعر أكثر من غيرهم نتيجة جينات وراثية في العائلة، وفي الكثير من الأحيان يكون بسبب وجود حساسية في بصيلات الشعر من هرمونات الذكورة، وهذا يؤدي إلى تقلص البصيلات تدريجيا وإنتاج شعيرات ضعيفة.
ويمكن أن ينجح العلاج الهرموني في التقليل من الأعراض إلى حد ما، لكن الأمر قد لا ينجح نتيجة خطورة الهرمونات الصناعية والتي يجب تناولها تحت إشراف الطبيب.
وللتشخيص السليم لهذه الحالة يتطلب الأمر تحليل كامل للدم وأنسجة فروة الرأس مع محاولة معرفة التاريخ العائلي ومصارحة الطبيب بكل الحقائق عنه حتى تبدأ خطة العلاج مبكرا لمنع تزايد تأثير تساقط الشعر الوراثي.
2. تساقط الشعر المتفاعل:
وهو الأكثر شيوعا في العصر الحالي وهو لا يرتبط بالاستعداد الوراثي أكثر من ارتباطه بوجود خلل داخلي سواء نتيجة نقص التغذية أو التعرض إلى الاجهاد الشديد أو الحمية القاسية وغيرها، ويمكن منع تساقط الشعر في هذه الحالة بمعرفة السبب الحقيقي لها وهي من خلال الإجابة عن مجموعة من الاسئلة سيسألها الطبيب لمعرفة السبب المباشر للحالة.
ويمكن أن يؤدي سبب منهم لبقية الأسباب أيضا، فالاجهاد الشديد قد يؤدي إلى النفور من الطعام أو الاقبال على أطعمة غنية بالكربوهيدرات مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي في الجسم ويحرم الشعر من الكثير من العناصر الغذائية المهمة، لذا يجب لمنع تساقط الشعر التفاعلي معرفة السبب الحقيقي الذي أدى إلى رد الفعل السيء على الشعر.
3. تساقط الشعر الموسمي:
بعض الناس يعانون من تساقط الشعر في مواسم محددة، والأسباب الدقيقة لهذه الحالة غير معروفة، ويعود الأمر إلى وجود تشوهات في مستوى الميلاتونين والبرولاكتين وهي يمكن أن تغير من دورة نمو الشعرة، وتلعب الشمس دورا حيويا في هذه الحالة، إذ ربما النقص الشديد في ضوء الشمس يتسبب في التساقط.
كما يمكن أن تؤدي الزيادة الشديدة ايضا والحرارة في زيادة التساقط، وهنا يتمثل منع تساقط الشعر في الحصول على مستويات إضافية من فيتامين د في حالة فصل الشتاء أو عدم التعرض إلى الشمس لفترة كافية.
كما يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات للوقاية من أشعة الشمس سواء بتغطية الشعر أو تطبيق الزيوت والكريمات التي تحمي الشعرة من الحرارة الزائدة، ويجب مراقبة هذا النوع بدقة للحد من تساقط الشعر الموسمي فبما أنه يكون متوقعا فيكون بالتالي منعه أسهل في الكثير من الأحوال.
السيطرة على الضغوط والحالة النفسية ونقص النوم وعلاقتها بمنع تساقط الشعر
دور الحالة النفسية والضغوط اليومية التي تتعرض لها المرأة أو الرجل في تساقط الشعر محل جدل كبير، فالبعض يؤكد أن الحالة النفسية لها تأثير كبير على زيادة تساقط الشعر، وبالتالي ينصحون باستراتيجيات لتقليل التوتر في حين يقلل البعض من دور التوتر والاجهاد في تراجع صحة الشعر وسقوطه.
لكن الحقيقة أن زيادة التوتر وعدم النوم لساعات كافية يمكن أن يرفع من مستويات الأندروجين أو هرمون الذكورة والذي يؤدي إلى التساقط، كما يمكن للتوتر أن يزيد من مشاكل فروة الرأس فتظهر القشرة والاكزيما العصبية. بالإضافة إلى تأثير التوتر على المعدة وتناقص قدرتها على هضم الطعام وتوصيل المغذيات إلى الجسم والشعر.
لذا خطة منع تساقط الشعر يجب أن تضم السيطرة على مستويات الاجهاد قدر المستطاع وعدم الانخراط كثيرا في العمل أو مشاكل الأبناء دون ترك مساحة لممارسة الهوايات الممتعة أو الحصول على قدر من الاسترخاء، بالإضافة إلى الأهمية القصوى للنوم من 6-8 ساعات، وممارسة تمارين التنفس العميق لتقليل مستوى هرمون الكورتيزول.
التغذية ودورها في منع تساقط الشعر
يتكون الشعر من مادة الكيراتين وهو نوع من أنواع البروتين الطبيعي، ويمكن للنظام الغذائي بالتأكيد أن يساهم في منع تساقط الشعر إذا احتوى على نسبة عالية من البروتين وخصوصا الموجودة في اللحوم والدواجن والبيض.
كما أن تناول الفيتامينات الضرورية وخصوصا أ و هـ و ب ، و ج يساهم في تغذية بصيلات الشعر وزيادة قوتها، إلى جوار التركيز على الحديد والزنك والنحاس والسيلينيوم والمغنسيوم وغيرها.
كما أن تجنب الحمية الغذائية القاسية أو الرجيم يساهم أيضا في علاج الحالة سريعا، ولا يعني هذا عدم اتباع حمية غذائية على الإطلاق، بل يجب أن تكون متوازنة ومعتدلة دون الحرص على خسارة عدد كبير من الكيلوجرامات في وقت قليل.
وعموما فإن التغذية تأثيرها طويل الأمد على الشعر، ففي حين أن النتائج لن تظهر فعليا قبل 3-6 أشهر من نقص التغذية، فإن أيضا إعادة الفيتامينات والمعادن والبروتين إلى النظام الغذائي لن تتضح آثاره قبل نفس المدة.
هل هناك أدوية يمكنها منع تساقط الشعر؟
هناك بالفعل أدوية يمكن أن يصفها الطبيب لمنع تساقط الشعر، ولكنها لا تكون للوقاية، ولكن عند التعرض بالفعل إلى هذه الحالة، وبعضخا مناسب للجنسين، ولكن البعض الآخر يكون خاصة بالمرأة أو الرجل، افضل علاج طبي لتساقط الشعر نقدم لكم هذه الائحة:
1. الروجين أو المينوكسيديل:
وهو من الأدوية التي يتم وصفها للجنسين ويعمل على تقوية بصيلات الشعر وزيادة حماية فروة الرأس من عوامل التلوث والمواد الكيميائية، ولكنه لن يكون فعالا في حالة نقص التغذية أو الاجهاد والتوتر أو الصلع الوراثي.
2. الألدوكتون:
وهو من الأدوية التي توصف للنساء للسيطرة على مستويات الاندروجين المرتفعة، كما أن هناك بدائل أخرى يمكن أن يلجأ إليها الطبيب وفقا للحالة التي أمامه والاستجابة الهرمونية للعلاج.
3. حبوب منع الحمل:
وهي توصف أيضا للنساء خصوصا من لا يرغبن في الحمل لفترة من الوقت، فبدلا من استخدام وسائل منع الحمل الموضعية أو معها يمكن لهذه الحبوب أن تزيد من توازن الهرمونات وإن كانت تتسبب في زيادة الوزن.
4. مكملات الحديد وفيتامين ب12:
هنالك ربط قوية بين نقص الحديد وتساقط الشعر. فهو من الفيتامينات المعمة لسلامة بصيلات الشعر وهي توصف أيضا للرجال والنساء على حد سواء لتقوية الشعر من الداخل، كما يمكن إفراغ الكبسولات أو طحنها وخلطها مع نوع من أنواع الزيوت وتدليك فروة الرأس بها.
5. الهرمونات البديلة:
وهي وسيلة فعالة للنساء بعد سن اليأس، حيث لا تمنع فقط تساقط الشعر ولكن تعالج الكثير من الأعراض الأخرى المرتبطة بالتقدم في العمر.
6. الفيناسترايد:
ويتم وصفه أكثر للرجال ويتم تناوله عن طريق الفم لمقاومة الصلع الوراثي وتأخير آثاره لأطول فترة ممكنة، ويمكن اللجوء إليه بعد سن الثلاثين لمن تنتشر في عائتهم مسألة تساقط الشعر والصلع، اي استخدامه للوقاية قبل مرحلة التساقط بالفعل.
نظافة فروة الرأس ودورها في منع تساقط الشعر
هناك تضارب أيضا في راي الخبراء بشأن دور غسل الشعر وفروة الرأس في الحفاظ على صحة الشعر ونعومته، وهذا الأمر يتوقف في الغالب على نوع الشعر، ففي حالة الشعر الدهني فإن غسله يمكن أن يتم مرة كل يومين أو ثلاثة.
اما الشعر الجاف فيمكن غسله مرة في الأسبوع، والهدف هنا هو تقليل نسبة تكون قشرة الشعر والتي تؤدي إلى سد المسام ونقص التهوية وتضاؤل فرص التغذية السليمة.
لذا لا يجب الإفراط في غسل الشعر، كما لا يجب على الإطلاق تركه متسخا لفترة طويلة، وبمعرفة نوع الشعر جيدا وأنسب الأوقات لغسله فإنه يمكن الوقاية من تساقط الشعر عند اختيار افضل شامبو لتساقط الشعر المناسب لك.
طرق التصفيف الجيدة ومنع تساقط الشعر
يرغب الجميع في الحصول على مظهر الشعر الناعم والبراق مثل النجوم والمشاهير والذين من المعروف خضوعهم المستمر إلى وسائل التصفيف الحرارية والمواد الكيميائية لفرد الشعر وتنعيمه، ولكن في الوقت نفسه فإن استخدام الطريقة الصحيحة للتصفيف هي ما تزيد من الوقاية من تساقط الشعر.
فإذا رغبت في الحصول على المظهر الناعم اللامع باستمرار فيجب معرفة أن الأمر يتطلب اللجوء إلى الكثير من المنتجات باهظة الثمن للغاية والتي تضمن المظهر المشرق دون الإضرار بالشعر.
وإلا فيمكن اتباع طريقة الأقنعة الطبيعية من أفوكادو وبيض ولبن وزبادي وتطبيقها على الشعر مرة أسبوعيا، أو استخدام الزيوت المتنوعة مثل زيت الزيتون وزيت الصبار وزيت اللوز الحلو وزيت السمسم وزيت الجوجوبا.
فهي أيضا تساعد في منح الشعر القوة اللازمة لتحمل الأدوات الحرارية مع تجنب المواد الكيميائية قدر الإمكان وعدم اللجوء إليها إلا كل فترة من الزمن وبعد استشارة خبير تصفيف لمعرفة مدى تحمل نوع شعرك لهذه المواد الكيميائية.
هل يمكن منع تساقط الشعر في كل الأحوال؟
للأسف فإن منع تساقط الشعر لا يكون متاحا في كل الأحوال وخصوصا الخاص منها بالجينات، كما أن عدم إجراء التغيرات في نظام الحياة والنظام الغذائي وطريقة التعامل مع الضغوط تجعل من الصعب أيضا منع تساقط الشعر.
وقد يكون هنا اللجوء إلى عمليات زرع الشعر أو الأدوية لزيادة نمو الشعر من جديد، لكن الأمر لن تكون له نتائج فعالة دون اتباع أكثر من استراتيجية في الوقت نفسه.
وفي النهاية فإنه لابد من معرفة أنه لا يمكن منع تساقط الشعر بشكل تام، حيث أن دورة نمو الشعرة تتطلب سقوطها بعد هذا لتنمو شعرة جديدة مكانها، ومن الطبيعي تماما أن يفقد المرء بين 50-100 شعرة في اليوم وهذا شيء لا يدعو إلى القلق.
لكن زيادة هذا الأمر لأكثر من 300 شعرة هو ما يستدعي العلاج، ومن الافضل عدم تجاهل الأمر لوقت طويل، فبمجرد شعورك بزيادة تساقط الشعر عن الحد المعتاد لابد من طلب العلاج.
فكلما كان مبكرا كلما كانت نتيجة العلاج فعَّالة أكثر، وكلما تم استخدام وسائل الوقاية المبكرة أيضا من أقنعة وزيوت طبيعية من مرحلة الطفولة حتى زادت قوة بصيلات الشعر وأصبحت أكثر مقاومة لعوامل التلف.
المراجع:
- Cosmopolitan: This is why your hair is falling out
- Net Doctor: 9 facts about hair loss you should be aware of
- Health Line: 10 Strategies to Prevent Hair Loss