كثافة الشعر والحجم الطبيعي لها وأهم العوامل التي تؤثر عليها سلبا وإيجابا
كثافة الشعر هي العدد الإجمالي لشعر الشخص الموجود في فروة الرأس، وهي بالنسبة لطبيب الأمراض الجلدية تأخذ مفهوما أكثر تخصصا وتعني عدد الشعيرات الموجودة في كل سم مربع من فروة الرأس.
وكثافة الشعر يُشار إليها عادة بسُمك الشعر، وتتدخل عوامل أخرى في شكل كثافة الشعر مثل تجعد أو خشونة الشعر أو طبيعة النسيج عموما.
حيث أن الشعر الجاف والمجعد يمكن أن يظهر أكثر كثافة من الشعر ذو النسيج الناعم، وهذا تتم ملاحظته عند فرد الشعر بالمكواة، إذ أن الإكسسوارات تبدوا متسعة أكثر بعد فرد الشعر، وأيضا بعد استخدام الأقنعة الطبيعية أو طرق فرد الشعر المختلفة.
ما أهمية كثافة الشعر؟
تعود أهمية كثافة الشعر في تحديد مدى قابلية الشخص للإصابة بالصلع، فكلما تناقطت عدد الشعيرات في كل سم متر مربع فهذا يعني الحاجة إلى إجراءات فورية لزيادة كثافة الشعر، ويكتسب الامر أهمية كبرى عند اللجوء إلى زراعة الشعر، حيث أن كثافة الشعر في منطقة معينة يمكن أن تحدد مدى نجاح أو فشل العملية.
كما أن معرفة كثافة الشعر تفيد في معرفة أنسب طرق التصفيف التي تليق بطبيعة الشعر وفروة الرأس وأيضا بدء العلاجات المناسبة له، وعادة يتم استخدام المنتجات الخفيفة للشعر قليل الكثافة حتى لا يبدو ملتصقا وبلا حياة، أما المنتجات الدهنية الكثيفة فهي تستخدم للشعر المجعد عالي الكثافة ويفيد في الحصول على ملمس أفضل للشعر.
كما أن تحديد الكثافة يساعد على تحديد أنسب قصات الشعر لك واختيار النمط الملائم سواء لشكل الوجه أو طبيعة الشعر، وعادة يميل الشعر الكثيف إلى اتباع تصفيفات شعر طويلة.
أما الخفيف او ذو الكثافة المنخفضة فمن الأفشل أن يكون قصيرا، مع اعتبار أن هناك عوامل أخرى تتدخل في تحديد تصفيفة الشعر بالإضافة إلى كثافة الشعر مثل جفافه ونسيجه وطبيعة الشعر هل دهنية أم عادية وغيرها.
طرق تحديد كثافة الشعر
تتعدد طرق تحديد كثافة الشعر في المنزل ودون استشارة الطبيب أو أخصائي العناية بالشعر، وتتمثل هذه الطرق فيه:
1. عد الشعيرات في كل بوصة:
كثافة الشعر هي في الأساس كمية الشعر الموجودة في كل سم متر مربع أو كل بوصة 2.5 سم، ويؤكد خبراء العناية بالشعر أن حجم الكثافة الطبيعي هو وجود 2200 شعرة في كل 2.5 سم مربع أو في كل بوصة، وتكون كمية الشعر كلها في هذه الحالة حول 100 ألف شعرة.
لذا يمكن الحصول على مقياس وتحديد 2.5 سم مربع في أي منطقة في فروة الرأس وعدها بنفسك أو بالاستعانة بأحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة، وكثافة الشعر لا علاقة لها بطبيعته في هذه الحالة، وهي تعتبر أدق وسائل قياس كثافة الشعر.
2. وجود فراغات في فروة الرأس:
يمكن التعرف على كثافة الشعر بالنظر إلى فروة الرأس، فبعد فرد الشعر لتمشيطه قم بالنظر إلى المرآة دون تحريك الشعر، فإذا رأيت أي جزء من فروة الرأس فعلى الأرجح ستكون كثافة الشعر منخفضة لكنك لن تستطيع تحديدها بدقة في هذه الحالة، لكن الأمر سيكون منبها لك لمحاولة زيادة كثافة الشعر قبل الإصابة بالصلع.
3. قياس ذيل الحصان:
وهي طريقة أخرى لقياس كثافة الشعر، وتعتمد على جمع كل الشعر في ذيل حصان وقياس محيط ذيل الحصان، وفي هذه الحالة فإن الشعر ذو الكثافة المنخفضة سيكون أقل من بوصتين أي أقل من 5 سم، أما الكثافة المتوسطة أو المناسبة ستكون من 5-7 سم، في حين أن الكثافة المرتفعة فستكون 4 بوصات على الأقل.
ويمكن لهذه الطريقة أيضا ألا تكون دقيقة تماما إذ سيتدخل فيها طبيعة الشعر نفسه وهل هو ناعم ومفرود أم مجعد بشدة، وكلما زاد التجعد زاد مظهر الشعر الكثيف.
هل هناك مشكلة في كثافة الشعر الزائدة؟
في حين أن مشكلة كثافة الشعر القليلة هي الأكثر شيوعا حيث ترتفع معدلات تساقط الشعر بشدة وبالتالي تقل كثافته، إلا أن الكثافة المرتفعة للغاية لها أيضا بعض الأضرار مثل الصعوبة الكبيرة في التحكم في الشعر أو اختيار تصفيفات جديدة.
كما أنه يتطلب وسائل ترطيب كبيرة ويكون مرهقا في التمشيط والغسيل، ولكن إذا حصل على الرعاية المناسبة فإن هذه الكثافة تسمح بتطويل الشعر حتى بعد منتصف الظهر ليكون غطاءً طبيعيا جذابا.
أسباب تؤثر على كثافة الشعر
هناك الكثير من الأسباب التي تؤثر على كثافة الشعر سواء سلبا أو إيجابا، فابتداءً من العوامل الوراثية إلى التغيرات الهرمونية إلى طبيعة التغذية والتعرض إلى المواد الكيميائية، فإن سُمك الشعر يمكن أن يزيد أو يتراجع وفقا لها، ومن أهم الأسباب التي تءثر على كثافة الشعر:
1. الشامبو:
الشامبو من أكثر الأسباب التي تؤثر في كثافة الشعر، فإذا كان الشامبو مستخلصا من مواد طبيعية أو مصنوع في المنزل فإنه يمكن أن يحسن من الكثافة، وعلى العكس إذا كان يحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل كبريتات لوريث الصوديوم فإنه سيكون أكثر عرضة للتساقط وانخفاض الكثافة.
وللاسف فإن معظم أنواع الشامبو تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالشعر وبالبصيلات، ويمكن إعداد شامبو طبيعي في المنزل باستخدام الصابون القشتالي الطبيعي.
2. نقص النحاس:
ترقق الشعر وانخفاض كثافته يرتبط بشدة بنقص النحاص، كما تزيد حالة التعب والإرهاق أيضا، ويعتبر نقص النحاس من الأمور الشائعة لأنه من الصعب امتصاصه خصوصا مع تناول مكملات الزنك.
3. المنجنيز:
يعتبر المنجنيز أيضا من المعادن التي تؤثر سلبا أو إيجابا على كثافة الشعر، حيث بينت الأبحاث أن النساء اللاتي يتناولن 10 ملج من هذا المعدن يوميا ارتفعت معدلات نمو الشعر الجديد خلال 3 أشهر فقط.
4. الغدة الدرقية:
تتأثر كثافة الشعر سلبا بأي قصور في الغدة الدرقية، كما أن نشاطها الزائد أيضا يمكن أن يؤدي إلى ترقق الشعر وانخفاض كثافته، ويعتبر تساقط الشعر من العلامات المبكرة للغدة الدرقية.
5. فيتامين د:
ربطت الكثير من الدراسات بين تساقط الشعر ونقص فيتامين د، كما أن كثافته تزيد بتعرض الشخص إلى أشعة الشمس الغنية بهذا الفيتامين الحيوي، لذا عند ملاحظة انخفاض الكثافة يجب إجراء اختبار للدم ومعرفة نسبة كل معدن وفيتامين للجسم لمعرفة سبب الترقق في كثافة الشعر وتراجع معدلات النمو.
6. الهرمونات:
يمكن للهرمونات أيضا أن تدخل بشكل كبير في زيادة أو انخفاض الكثافة في الشعر، فعند ارتفاع مستويات الاستروجين في الجسم كما يحدث أثناء الحمل أو عند تناول هرمونات للعاج فإن كثافة الشعر تزيد بشكل ملحوظ وتتحسن نوعيته.
والعكس صحيح عندما تنخفض مستويات الأستروجين من جديد سواء عند الولادة أو مع اقتراب سن انقطاع الطمث أو أي اختلالات هرمونية نتيجة التوتر أو الضغوط العصبية، فهنا يتم ملاحظة تزايد معدلات سقوط الشعر وانخفاض كثافته.
طرق زيادة كثافة الشعر
يمكن لبعض الطرق الطبيعية أن تزيد من كثافة الشعر بشكل ملحوظ أو تزيد من عدد الشعيرات في كل سم متر مربع، وتقي من التساقط والصلع المبكر، ومن أهم هذه الطرق:
1. الزيوت الأساسية:
هناك عدد كبير من الزيوت التي أثبتت التجارب والدراسات قدرتها على زيادة كثافة الشعر، سواء بإصلاح التلف في بصيلات الشعر واحياء بصيلات الشعر الميته والعمل على زيادة عددها في فروة الرأس وبالتالي ظهور عدد أكبر من الشعيرات في كل بوصة من الرأس.
وتتمثل أهم هذه الزيوت في زيت الخروع وهي من الزيوت اللزجة للغاية والتي يُفضل استخدامها مع زيت أخر مثل زيت جوز الهند، وزيت بذور العنب والذي يحتوي على كمية كبيرة للغاية من الأحماض الدهنية وفيتامين هـ.
كما أن هناك وزيت الأرز العطري وزيت الخزامي وزيت إكليل الجبل والزعتر، ويمكن لـ5 قطرات فقط من أي من هذه الزيوت وتدليكها جيدا في فروة الرأس لمدة 5 دقائق وتركها أن يمنحك نتائج رائعة في منع التساقط وزيادة الكثافة.
2. الجينسينج:
المركبات المفيدة التي يحتوي عليها الجينسينج تزيد من تدفق الدم في فروة الرأس وتحسن من عدد ونوعية بصيلات الشعر، وهذا بالتالي يساعد في تجديد الخلايا وتعزيز نمو الشعر.
ويمكن استخدام كبسولات الجينسينج وتفريغها من محتواها وتطبيقها على الشعر وتدليكها لمدة 5 دقائق، وهي يمكن تطبيقها مرة أسبوعيا أو يوميا وفقا لحالة الشعر، ويمكن تخفيفه بزيت جوز الهند.
3. عصير البصل:
من الطرق الرائعة أيضا لزيادة كثافة الشعر تطبيق عصير البصل على فروة الرأس وجذور الشعر، حيث أنه يخفف كثيرا من التهاب بصيلات الشعر ويقضي على العدوى الفطرية والكيروبات التي تدمير البصيلات ويزيد من تدفق الدورة الدموية ويخلص فروة الرأس من الكثير من السموم مما يدعم وصول التغذية بشكل سليم إلى الشعر.
كما ان مضادات الأكسدة فيه تعمل على التلص من بيروكسيد الهيدروجين من فروة الرأس والذي ربطت الكثير من الدراسات بينه وبين فقدان الشعر.
ويمكن تقطيع ثمرة بصل واحدة وضربها جيدا في الخلاط، ووضعها في قطعة من القماش القطني والضغط جيدا عليها حتى يخرج العصير في إناء صغير، ويتم تطبيقه على الشعر لمدة ربع ساعة ثم غسله بالطريقة العادية.
طرق زيادة المظهر الكثيف للشعر
وهي طرق لا تزيد فعليا من عدد الشعيرات في كل سم مربع، ولكنها يمكن أن تمنح الشعر مظهرا أكثر كثافة وتُخفي المناطق الموجودة في فروة الرأس من دون شعر، وهي يمكن اتباعها بالتزامن مع طرق زيادة عدد الشعيرات في الرأس، وتفيد في الحالات العاجلة للعناية بالشعر، وتتمثل هذه الطرق في:
1. كربونات الصودا:
أو صودا الخبز، وهي يمكن أن تزيد من الكثافة عن طريق غسل الشعر بها بدلا من الشامبو، حيث أن الشامبو يترك بقايا على الشعر يمكن أن تجعله أكثر رقة، وبدلا من هذا يمكن خلط 3 أو 4 ملاعق من صودا الخبز على كوب من الماء وغسل الشعر بها.
حيث يزيل أي بقايا على الشعر ويجعل له مظهر كثيف على الفور، ويمكن للانتظام على استخدامه أن يزيد يحفز البصيلات على إفراز المزيد من الشعر.
2. خل التفاح:
وهو أيضا يمنح مظهرا كثيفا فوريا للشعر من خلال سكب نصف كوب من خل التفاح على الشعر وعدم شطفه بالماء، حيث أنه غني بالمغذيات ويعمل على زيادة توازن الأس الهيدروجيني في فروة الرأس، وستلاحظ زيادة حجم الشعر فورا بمجرد أن يجف، ومع الاستخدام المستمر سيقل تساقط الشعر ويكون أكثر صحة وحيوية.
وفي النهاية فإن كثافة الشعر أيضا تدل على الحالة الصحية العامة للجسم وطريقة الحياة السليمة أو التي تنطوي على أساليب خاطئة، سواء في التعرض إلى مواد كيميائية ضارة بالشعر والجسم، أو عدم الاهتمام بالتغذية السليمة، أو التعرض إلى عدوى فطرية أو أحد الأمراض التي تؤثر في صحة الجسم عموما والشعر خصوصا.
المراجع:
- Limmer HTC: What is Hair Density? Why is it Important in Hair Transplantation
- Health Extremist: How to Thicken Hair Naturally – 5 Ways
- Natural Curly: 3 Ways to Figure Out Your Hair Density, Once And For All